هذه القاعدة من القواعد السلوكية المهمة التى ينبغى أن يعتنى به كل مقبل على طريق الله تعالى : صحة البدايات مؤذنة بصحة النهايات.
ومن ثم فلا بد من العناية بتصحيح البداية بالتوبة الصادقة والعمل بالشريعة ... ومتى صحت البداية صحت بإذن الله تعالى النهاية.
وهذه القاعدة تقع كثيرا فى كلام شيوخ الطريق بعبارات شتى والمعنى واحد.
وقد وجدت لها أصلا فى الحديث الثالث من صحيح البخارى وفيه بعد أن نزل الوحى عليه صلى الله عليه وسلم بغراء حراء : "فدخل صلى الله عليه وسلم على خديجة بنت خويلد رضى الله عنها فقال: زملونى زملونى ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسى، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ؛ إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق ..."، فانظر إلى جوابها رضى الله تعالى عنها وأرضاها، وكيف استدلت على صحة النهاية بصحة البداية، وأن من صحت بدايته صحت نهايته، فمن فعل هذه الخصال الحميدة العالية لا يقع له ما يسوءه من الله أبدا.
إلهى أنت مقصودى ورضاك مطلوبى هو شعار نقشبندى ، يلخص الفكر الصوفى لهذه الطريقة العلية السنية، ذلك الشعار الذى ينبغى أن يكون هو شعار الإنسان المسلم دائما فى كل حياته. وهذه المدونة تسجل خواطر وسوانح وأفكار ومذكرات نتجت من محاولة الحياة تحت ظل هذا الشعار، وكل ما فى هذا المدونة وقائع وأحداث حدثت بالفعل، وتحاول هذه المدونة رصدها والوقوف عندها وفقهها ، ومحاولة الاعتبار بها، وأن تبحث عن سنة الله تعالى فيها، وعن حكم الله تعالى الذى كان ينبغى أن يتبع.
الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010
الاثنين، 20 ديسمبر 2010
لطيفة وقعت فى مجلس إقراء البخارى: الاستدلال على تأثير الأحوال الربانية على القوالب الإنسانية
أخرج البخارى فى الحديث الثانى من صحيحه عن السيدة عائشة رضى الله عنها أن الحارث بن هشام رضى الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحى ... الحديث وفيه : "قالت عائشة رضى الله عنها : ولقد رأيته ينزل عليه الوحى فى اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن لجبينه ليتفصد عرقا".
فقد تأثر قالبه صلى الله عليه وسلم الشريف من نزول الوحى الإلهى عليه، فقوالب أهل الله أولى - لضعفهم مقارنة به صلى الله عليه وسلم - بالتأثر بما يرد عليهم من أحوال ربانية، وإن كان لا وجه للمقارنة بين الوحى الإلهى والواردات الإلهية، حتى لا يفهم علينا أحد غلطا أنا نثبت للأولياء ما للأنبياء من الوحى.
فقد تأثر قالبه صلى الله عليه وسلم الشريف من نزول الوحى الإلهى عليه، فقوالب أهل الله أولى - لضعفهم مقارنة به صلى الله عليه وسلم - بالتأثر بما يرد عليهم من أحوال ربانية، وإن كان لا وجه للمقارنة بين الوحى الإلهى والواردات الإلهية، حتى لا يفهم علينا أحد غلطا أنا نثبت للأولياء ما للأنبياء من الوحى.
لطيفة فى مجلس إقراء البخارى: بداية البخارى ببدء الوحى والإيمان قبل العلم
عادة يبدأ المتكلمون وأصحاب العقائد كلامهم أولا بالعلم وإثباته ومصدره والعقل ثم الكلام فى مباحث الإيمان، فموقفهم عقلى ابتداء. يثبتون العقل أولا ثم يثبتون أنه مصدر العلم، ثم يثبتون بالعلم الثابت بالعقل الإيمان بالله.
لكن الإمام البخارى بدأ بموقف نقلى ابتداء، الوحى أولا ثم الإيمان ثم العلم، الوحى مصدر الإيمان ، والإيمان مصدر العلم.
وهو موقف إسلامى أصيل نقط البدء فيه إلهية سماوية، شتان بينها وبين نقط البدء عند المتكلمين.
ومن جهة أخرى بينما تحول المتكلمون بالإيمان إلى مجردات ذهنية محضة، لا يصلح للخطاب بها إلا الفلاسفة وأصحاب المعقولات، وصار معتقدهم جافا عقلانيا ، احتفظت لنا السنة النبوية الشريفة - التى قدمها لنا الإمام البخارى - بروعة الإيمان وببشاشته التى تخالط القلوب .
نجد فى كتاب الإيمان من صحيح البخارى خطابا يصلح للكافة ودعوة كل الخلق إلى الحق، نجد إيمانا يمتد بأبعاده المتنوعة يسرى من القلب إلى اللسان إلى الجوارح، تجد إيمانا سهلا يسيرا يحث على العلم والعمل ، ويبعث فى الإنسان القيم العليا ، ولا يقتصر على مجردات ذهنية محضة .
اقرأ حديث "الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان"، لتستشف الإشارة فيه للعلاقة بين الإيمان والقيم الخلقية.
واقرأ الحديث الذى يليه "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" لترى فيه أثر الإسلام فى السلوك الاجتماعى.
وبعده بحديث يأتى قوله صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
هذا هو الإيمان الذى أتى به سيدنا رسول الله صلى الله وعليه وسلم إيمانا يرسخ فى القلب ويسرى إلى الجوارح ويصبغ المجتمع ويوجه السلوك.
أين هذا الإيمان الحقيقى والرائع من الإيمان الذى قدمه لنا المتكلمون.
لكن الإمام البخارى بدأ بموقف نقلى ابتداء، الوحى أولا ثم الإيمان ثم العلم، الوحى مصدر الإيمان ، والإيمان مصدر العلم.
وهو موقف إسلامى أصيل نقط البدء فيه إلهية سماوية، شتان بينها وبين نقط البدء عند المتكلمين.
ومن جهة أخرى بينما تحول المتكلمون بالإيمان إلى مجردات ذهنية محضة، لا يصلح للخطاب بها إلا الفلاسفة وأصحاب المعقولات، وصار معتقدهم جافا عقلانيا ، احتفظت لنا السنة النبوية الشريفة - التى قدمها لنا الإمام البخارى - بروعة الإيمان وببشاشته التى تخالط القلوب .
نجد فى كتاب الإيمان من صحيح البخارى خطابا يصلح للكافة ودعوة كل الخلق إلى الحق، نجد إيمانا يمتد بأبعاده المتنوعة يسرى من القلب إلى اللسان إلى الجوارح، تجد إيمانا سهلا يسيرا يحث على العلم والعمل ، ويبعث فى الإنسان القيم العليا ، ولا يقتصر على مجردات ذهنية محضة .
اقرأ حديث "الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان"، لتستشف الإشارة فيه للعلاقة بين الإيمان والقيم الخلقية.
واقرأ الحديث الذى يليه "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" لترى فيه أثر الإسلام فى السلوك الاجتماعى.
وبعده بحديث يأتى قوله صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
هذا هو الإيمان الذى أتى به سيدنا رسول الله صلى الله وعليه وسلم إيمانا يرسخ فى القلب ويسرى إلى الجوارح ويصبغ المجتمع ويوجه السلوك.
أين هذا الإيمان الحقيقى والرائع من الإيمان الذى قدمه لنا المتكلمون.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)