الثلاثاء، 3 مارس 2015

اللهم ارزقنا الصدق
وارزقنا الصدق فى طلب الصدق
وارزقنا الصدق فى الصدق
وارزقنا البراءة من دعوى الصدق

ﻻ تكونوا فى حل منى إن لم تضعوا أقدامكم على كتفى وترقوا

ليس لنا بصاحب من لم يحمل كل ما عندنا ويبنى عليه ويصير أفضل منا.
وكان حضرة بهاء الدين شاه نقشبند قدس سره يقول:"ﻻ تكونوا فى حل منى إن لم تضعوا أقدامكم على كتفى وترقوا".

وأسفى على ما تعلمناه وتراكم لدينا من خبرات طيلة أربعين عاما فى شتى مناحى الحياة وقد ربانى وعلمنى، ودربنى أساطين عقول ودهاة رجال، وورثة من كان يعلمهم كل شىء كل شىء حتى قضاء الحاجة.

ثم ﻻ نجد حولنا إﻻ الهمبكة والفهلوة والكروتة وانعدام الهمة وانطماس البصيرة والكذب المستمر.
 هو فيه إيه الناس بتكذب على نفسها وعلى ربها وعلى من حولها .
يصير أفضل من يأتيك الكسول الذى ﻻ همة له وﻻ صبر عنده على المعالى وتقول فى نفسك: كسول خير من كذاب.
وما أبرئ نفسى .
رب ﻻ تذرنى فردا وأنت خير الوارثين.
ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله العلى العظيم.
اللهم اجعلنا أهل صدق وارزقنا صحبة أهل الصدق واجذبنا إلى أهل الصدق واجذب أهل الصدق إلينا.
اللهم اجعلنا - إن جعلتنا شيوخا - شيوخ صدق ، وارزقنا - إن صدرتنا للخلق - طالب صدق ومريد صدق ومحب صدق.
اللهم نعوذ بك من الكذب ومن الكذابين ومن أن نقول كذبا أو نفعل كذبا أو ندعى كذبا أو نلتبس بحال كذب أو أن نكون كذابا أو نصحب كذابا أو يصحبنا كذابا.
اللهم نسألك الصدق الصراح المحض ﻻ شوب فيه قوﻻ وعمﻻ وحاﻻ.

الأحد، 1 مارس 2015

مكتبة العارف سيدى عبد الوهاب الشعرانى (ت 973 ه): 
لهذا العارف الكبير منزلة خاصة فى قلبى وتأثير عظيم على تكوينى الوجدانى والصوفى.
ويرجع فضل هذه العﻻقة إلى موﻻنا اﻹمام على جمعة رضى الله عنه.
وقد ذكرت قصتى تلك فى مقدمتى لتحقيق كتاب إرشاد الطالبين الذى نشرته مكتبة جوامع الكلم.
فمع فراغى من دراستى الجامعية اﻷولى عام 1409 / 1989 وكان أمامى عدة أشهر على موعد أداء الخدمة العسكرية .
فذهبت لموﻻنا ﻷواصل دروسى معه التى توقفت قليﻻ بسبب اﻻمتحانات وأخبرته عن موعد دخول الجيش فقال لى: اغلق كل الكتب واقرأ للشعرانى فقط وابدأ بالمنن الكبرى.
أمر بدا لى غريبا وقتها سأترك الفقه واﻷصول والمنطق .... والمتون والشروح والحواشى واقرأ للشعرانى ... ومن هو الشعرانى أصﻻ ... كنت أسمع به فحسب وأنه من رجال التصوف الكبار وأنه أكثر من يهاجمه الوهابية . وﻻ أعرف شيئا أزيد من ذلك.
لكنى أطعت اﻷمر بﻻ تردد رغم تعجبى منه ونزلت من فورى اشتريت المنن الكبرى أعظم كتب الشعرانى على اﻹطﻻق.
لقد استطاع سيدى الشعرانى أن يوقعنى فى أسره بسهولة.
 أسر امتد إلى هذه اللحظة فمهما شرقت أو غربت مع أهل الله فى مشاربهم وأذواقهم فأنا العبد الفقير أسير الشعرانى.

وتأجلت الخدمة العسكرية عدة أشهر أخرى فبقيت ﻷزيد من عام أسير الشعرانى وحده... همت معه حيث هام وتعلقت بالتصوف المصرى العملى العميق البسيط الذى يعنى بالحقيقة والسلوك فى عذوبة ويسر دون تفلسف أو تنظير نظرى فلسفى كمدرسة ابن عربى ...
تصوف عملى سهل عذب أخاذ يمتلك عليك القلب والروح والبدن ...
المدرسة المصرية فى التصوف استطاعت أن تطبع بطابعها ذلك العذب السهل كل من آتاها من أكابر اﻷولياء.
 فالسيد البدوى صار يربى بالنظرة من فوق السطح.
وسيدى أبو الحسن الشاذلى كان يربى أصحابه فى تونس بالمجاهدات الشاقة .
فلما نزل مصر وضع مذهبه الصوفى الجديد تماما كما وضع الشافعى مذهبه الجديد لما ورد مصر.
وجعل سيدى الشاذلى قاعدة مذهبه الصوفى الجديد:" الشيخ من دلك على راحتك ﻻ من دلك على تعبك".
ولما نزل حضرة العارف محمد أمين الكردى قدس سره مصر أخذ يعطى الطريق النقشبندى للفرد بعد الفرد على مصطلح النقشبندية فى تخير من يصلح للتلقين والتشديد فى ذلك فﻻ يلقن كل من طلب بل من صلح فحسب فظل عاما بطوله لم يلقن عشرة أفراد.
ولكن ﻷنها مصر وتصوفها ومحبيها فقد أتى اﻹذن لسيدنا الكردى بفتح الباب وأﻻ يرد أحدا طلب الطريق ويلقن كل من أراد.
للتصوف فى مصر إذن طابعه وسماته وتاريخه وشيوخه وأعﻻمه.
وقد نقل لنا العارف الشعرانى كل ذلك نقﻻ أمينا ودقيقا وواعيا.
بدأ الشعرانى كمؤلف أوﻻ من عباءة الشيخ اﻷكبر ابن عربى ، كما نراه فى كتاباته اﻷولى عن الخلوة والمقامات وإرشاد الطالبين واليواقيت والجواهر والكبريت اﻷحمر ... وهى مدرسة مختلفة فى ذوقها ومشربها عن المدرسة المصرية.
لكن سرعان ما تخلص الشعرانى من تلك العباءة اﻷكبرية واستطاع أن يمسك باتجاه لم يحسنه سواه وهو هضم وتمثل المدرسة الصوفية المصرية فى القرن الثامن والتاسع والعاشر ونقل صورة أمينة لها.
وحسنا فعل الشعرانى بالتخلص من العباءة اﻷكبرية والتواصل مع المدرسة الصوفية المصرية التى كانت فى أوج نضجها فى هذه الفترة ليقدم لنا الشعرانى فكرها الصوفى وتاريخها المشرق .
اقرأ ذلك فى عهوده المحمدية وفى عهود المشايخ أو البحر المورود فى المواثيق والعهود أو فى اﻷخﻻق المتبولية أو فى قواعد التصوف أو تنبيه المغترين .
وأخيرا فى تجربته الصوفية الخاصة به والتى قيدها لنا فى كتابه اﻷهم "لطائف المنن واﻷخﻻق".
أنشر لﻷحباب مجموعة ممتازة من مؤلفات سيدى الشعرانى من أرشيفى اﻷلكترونى اجتمعت لدى عبر سنوات من المتابعة على الفضاء الألكترونى هنا وهناك.
وقد علم مما سبق ما ينبغى أن يبدأ به فى القراءة من أحب أن يدخل إلى عالم الشعرانى.

الأحد، 28 ديسمبر 2014

السعادة

1- السعادة: لو بذل الناس فى سبيل السعادة عشر ما يبذلونه فى سبيل الشقاء لكنا كلنا سعداء (عصام أنس الزفتاوى).

2- السعادة: خذ قرارك فورا أن تعيش سعيدا. فورا ستكون سعيدا. (عصام أنس الزفتاوى).

3- السعادة: عامة الخلق يلتمسون السعادة فى أسباب شقائهم، فيشقون بحثا عن السعادة. (عصام أنس الزفتاوى).

4- السعادة: لو رأيت الله فى كل شىء، قبله وبعده، ظاهره وباطنه، لم تشق قط. (عصام أنس الزفتاوى).

5- السعادة: السعيد حقا من يرى السعادة فى الفقر كما يراها فى الغنى، ويجد السعادة فى المنع كما يجدها فى العطاء {قل كل من عند الله فمال هؤﻻء القوم ﻻ يكادون يفقهون حديثا} . (عصام أنس الزفتاوى).

6- السعادة: متى رأيت الكل فعله وصنيعه لم يعكر صفوك شىء أبدا، {الله خالق كل شىء}، ومتى كان الكل خلقه، كان فى الكل سعادتك. (عصام أنس الزفتاوى).

7- السعادة: سبحان الله ، خلقك لتكون سعيدا بشرعه، وتموت سعيدا فى كنفه، وتبعث سعيدا تحت ظل عرشه، وتخلد سعيدا فى جنته، فلم تختار الشقاء {قتل اﻹنسان ما أكفره} . لم تختار الشقاء بنفسك لنفسك (عصام أنس الزفتاوى).

8- السعادة: أس الشقاء عدم الرضا عن الله. يا عجبا لك تريد أن يرضى عنك وﻻ ترضى عنه. (عصام أنس الزفتاوى).

9- السعادة: السعادة أمر هين : عمل صالح وخلق لين. أما الشقاء فعمل كثير، مكر وتدبير، وحزن وطول تفكير (عصام أنس الزفتاوى).

10- السعادة: السعادة الحقيقية عندما تبقى على صفائك وإقبالك على ربك مهما توالت عليك اﻷكدار والبﻻيا (عصام أنس الزفتاوى).

11- السعادة: عندما يلقى عليك جبال اﻷحمال فتجدها كالعهن المنفوش قد حملها عنك ربك (عصام أنس الزفتاوى).

12- السعادة: معية الله فى كل نفس ذوقا وشهودا كما هى إيمانا واعتقادا. (عصام أنس الزفتاوى).

الخميس، 25 ديسمبر 2014

كتبت لى ابنة مريدة سالكة قطعت الكثير من الطريق تسأل عما تلقاه من شدائد الطريق. مبدية الخوف والقلق مما تلقاه.

فأجبتها ، ومما وقع فى الجواب:
ولكن أنا مطمئن عليك تماما ولست قلقا رغم الصعوبات التى تلقينها.
لكنك اخترت أن تخوضى غمار التجربة الصوفية التى خاف منها فحول الرجال.
فعليك أن تتحملى وتعرفى أن الطريق لك اﻵن صعب موحش مظلم محزن مقبض ومهما كان الشيخ مع التلميذ فخالص التوحيد أن يكون المرء مع ربه وحيدا ﻻ التفات لغيره {ذرنى ومن خلقت وحيدا}.
ﻻ خوف عليك يا ابنتى ... وﻻ تنزعجى من الحزن والقبض والغربة فهى إلى الكمال أقرب، وقد قال سيدنا صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليﻻ ، ولخرجتم تجأرون إلى الله فى الطرقات"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
ذهبت الفرحة والبسط واﻷنس ولن ترينها إﻻ لماما ومن الخارج والظاهر وبقى الحزن والقبض والغربة مﻻزمين ومن الباطن وقد تنعكس غالبا على الظاهر وهذه هى نسبتنا النقشبندية . وأراها كذلك فى نسبتنا الشاذلية نسبة سوداء اللون مهيبة الوارد مزلزلة لﻷركان ﻻ تبقى وﻻ تذر.
طول الحزن يذهب الكدر، وغلبة القبض تحفظ من الزلل ، والتحقق بالغربة يمنع الركون إلى السوى.
والراحة قريب، والمنتهى ليس ببعيد، وعما قليل يكون اﻻنتقال.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

2- شبهات عن التفاسير الموسوعية:

لا زلت أذكر الخميس الماضى وكنا فى بيت سيدنا الشيخ الكردى بشبرا لحضور الختم النقشبندى، ثم جلست أنا وأخونا الدكتور محمد نجم الدين أبو سنة حول نص للشيخ أبى السعود فى تفسيره، نص من ثلاثة أسطر تقريبا جلسنا حوله أكثر من ساعتين، ولم ينفتح لنا مغاليقه ، فقررنا أن نوسع البحث حول النص نراجع بعض المصطلحات الواقعة فيه، وبعض الإشارات لمباحث علمية بنى عليه كلامه ثم نعود للجلوس حول النص مرة أخرى.
هذه النصوص ليست لعبة ولا سهلة التناول، وبعد كل هذه السنين من طلب العلم لا أستحى أن أقول: لم أفهم النص، واحتاج منى إلى توقف واحتشاد ومراجعة لفهم ما لا يزيد على ثلاثة أسطر.

وإذا كنا مع كوننا معدودوين فى المتخصصين، وتلقينا علوم الآلات والأدوات العلمية التى تساعد على فهم النصوص نتوقف ، ولا نجسر على التعالم على النص ولا التعالى عليه، فما بالنا بمن لا يعرف شيئا من هذه العلوم ولا الأدوات.
فهمه غير مقبول أصلا لمثل هذه النصوص ، وبالقطع فحكمه على هذه المصادر والمراجع غير مقبول قطعا ، لأنه إذا كان لم يفهمها فكيف يحكم عليه، لأن الحكم على الشىء فرع من تصوره، وهو لم يتصوره فكيف يحكم عليه.

هل لأنى لم أفهم النص أعتبر العيب فيه أم فى أنا ؟

هل لأننى لم أفهم النص أعتبره المرجع ككل مرجعا لا يصح كمصدر للعلم ؟

علينا أن نتعلم كيف نتعامل مع المصادر العلمية والمراجع ، ونحترمها ونحترم العلم ونحترم أنفسنا، ونقول لما لا نعلم: لا نعلم.
1- رد شبهة عن التفاسير الموسوعية:
التفاسير الموسوعية مثل الطبرى والقرطبى وابن كثير وغيرها تقوم على جمع كل ما قيل فى اﻵية من أقوال ثم بيان ما يختاره المفسر منها وسبب اﻻختيار وتضعيف اﻷقوال اﻷخرى.
فﻻ يعنى ذكر لقول ما فى تفسير آية أنه مختار له بمجرد ذكره.
مثل هذه التفاسير فى الحقيقة تحتاج إلى قواعد ودراسة متخصصة قبل القراءة فيها، ومخاطب بها المتخصصون باﻷساس. ويخطئ العامى بالتوجه لقراءتها بنفسه دون شيخ يدله على الطريق وﻻ دراسة متخصصة تساعده على الفهم الصحيح.
على العامى والمثقف المعاصر أن يقرأ ما يناسب من تفسير كالتفسير الوجيز والوسيط وصفوة التفاسير ونحو ذلك مما كتب العلماء المتخصصون لغير المتخصصين.