الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

الدروس المستفادة من زيارة اﻷقصر (29 ذى الحجة إلى 5 محرم 1436 الموافق 23 - 29 / 10 / 2014):

الدروس المستفادة من زيارة اﻷقصر (29 ذى الحجة إلى 5 محرم 1436 الموافق 23 - 29 / 10 / 2014):

1- سيبقى لجنوب الصعيد (قنا - اﻷقصر - أسوان) خصوصيته الثقافية وشخصيته المتفردة التى يتمثل فيها نموذج إنسانى رفيع نتاج اندماج اﻹسﻻمى والعربى والمصرى والقبطى والنوبى والعالمى. وإن كان البعد اﻹسﻻمى العربى هو اﻷكثر تأثيرا ووضوحا.

2- خصوصية جنوب الصعيد (المسلمة العربية الصوفية العاشقة ﻵل البيت) هو أحد صمامات اﻷمان فى مصر كلها، ودرع قوى صامد ضد كل التيارات المنحرفة سواء التكفيرية او الملحدة. ويجب الحفاظ على هذه الخصوصية والتمسك بها.

3- الكرم اﻷقصرى يتضاءل أمامه الكرم الحاتمى، كرم أهل اﻷقصر يتجاوز توقعاتك حتى ولو كنت واسع الكرم، بحيث تعجز عن مجازاتهم أو مجاراتهم.

4- ﻻ بد من إعادة تفعيل جاد وحقيقى لمؤسستين دينيتين طالتهما يد اﻹهمال كثيرا وهما: نقابة اﻹشراف، ومشيخة الطرق الصوفية، فهاتان المؤسستان يمكن بسهولة أن ينضم تحتهما ما ﻻ يقل عن 20 مليون مصريا يمثلون كتلة بشرية هائلة تقف ضد التكفير والتطرف واﻹرهاب، بنموذج تدين جميل وبسيط تتمثل فيه قيم المجتمع المصرى المسلم الحقيقية التى امتدت عبر قرون من الزمان. عندنا فى الحقيقة خمس مؤسسات دينية (اﻷزهر - اﻷوقاف - دار اﻹفتاء - مشيخة الطرق الصوفية - نقابة اﻷشراف) وكلها أزهرية صوفية، ولكن لكل مؤسسة منها طبيعتها ودورها وجمهورها واختصاصها القانونى والمؤسساتى ولهذا ﻻ بد من تدعيم هذه المؤسسات جميعا فمجموعها يقدم أكبر صمام أمان ضد التيارات الوهابية التكفيرية وضد التيارات اﻹلحادية وضد المد الشيعى. المحافظة على هذه المؤسسات وتفعيل دورها ينبغى أن يكون أحد مقومات اﻷمن القومى المصرى وأحد ركائز الدولة اﻻستراتيجية.

5- وأخيرا فهذه الزيارة تؤكد على أهمية الحراك - رغم صعوبته وشدة حساسيته فى هذه الظروف - ﻹعادة التماسك وتدعيم الجبهة الداخلية المحلية (اﻷزهرية - الصوفية) للوقوف ضد التيارات التكفيرية بكل أطيافها (بداية من السلفية العلمية ومرورا بالسلفية الجهادية وانتهاء بالسلفية التكفيرية فكل التيارات المتفرعة من الوهابية تيارات تكفيرية) ، وعلى كل من يستطيع الحراك من رجال اﻷزهر فليتحرك، وﻻ يستقلن أحد مجهوده الفردى، فهذا هو وقت القيام بدورنا وإنقاذ البلاد والعباد من براثين التكفير والتطرف وإﻻ فمتى سنقوم بدورنا؟

6- وجدنا كل الدعم والتأييد من كافة اﻷجهزة الرسمية ومؤسسات الدولة باﻷقصر وعلى كل المستويات لدعم الزيارة وإنجاحها، وهذا الدعم نتج عن وعى عميق بأهمية مثل هذه الزيارات وأهمية دعم المؤسسات الدينية ﻷداء دورها.
فقط على الراغب فى أداء رسالته ودوره  أن يتحرك بوعى وبتنظيم وترتيب جيد مع اﻷجهزة والمؤسسات المعنية التى ستفتح له كل اﻷبواب .

7- وأخيرا فالرسالة التى أريد أن أوصلها لكم من سيدى يوسف أبو طار العجاكى (شيخ الجبل) : "ﻻ تقلقوا ربنا ها ينصر مصر". لقد كنت على ثقة من هذا ، وازدادت ثقتى بسماع ذلك منه، إذ قلت له : "ادع للبلد ربنا يسترها". فأجابنى بما سبق. ثم عاد فأكد لى ذلك مرة أخرى فى حديث آخر. فقط على كل منا أن يقوم بدوره داخل المجتمع، ويسعى لرفع الوعى العام بدقة المرحلة التى نمر بها.

ليست هناك تعليقات: