الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

أنت انتقلت الصعيد

أنت انتقلت الصعيد ... أنت عملت إيه ... أكيد دى عقوبة وﻻ النظام عندكم كده مثل الشرطة ﻻزم تقضى فترة فى قبلى ... طيب تحب نكلم لك فضيلة المفتى أو معالى الوزير ترجع القاهرة ...
هذه هى ردود فعل كل من يعرف أنى نقلت ﻷسيوط.
ولكن الذى ﻻ يعرفونه جميعا أنى قبلت العمل فى أسيوط دون اﻹسكندرية ،
سر ربما ﻻ يعرفه اﻷكثرون.
والسبب فى قبول العمل فى أسيوط دون اﻹسكندرية هى معرفتى بخصوصية الصعيد، وعشقى للشخصية الصعيدية اﻷصيلة الصلبة الصابرة اﻷبية الصوفية المحبة ﻵل البيت، وحنين الروح لأرض بنى العمومة بنى عدى بأسيوط حيث كنت فاروقى النسب من جهة اﻷب، ولبنى الخؤولة بيت القاضى حيث يمتد نسب والد جدتى ﻷمى سيدى محمد حسين القوصى رحمه الله تعالى المتوفى حاجا بالحجاز سنة 1944 م ، وقد أخبرهم قبل سفره بموته هناك وأوصاهم أن يلبسوا فى عزائه البياض ويسقوا الناس القرفة باللبن ، فكان كما قال رحمه الله.
وبينما يشعر الكثير من الموظفين العموميين بالغربة الشديدة إذا قضوا فترة من خدمتهم بقبلى ورأيت بعضهم يحلف بها يقول "وحق غربتى دى"، لعظمها وثقلها عليه؛ فإنى أشعر فى المقابل بالسعادة والطمأنينة والنعمة الكبرى فى قضاء هذه اﻷيام بالصعيد الحبيب.
وﻻ زال حدسى يصدق فى أهمية الصعيد لمصر على كافة اﻷصعدة السياسية واﻻستراتيجية واﻻقتصادية والثقافية والدينية... إلخ.
لو فهم الساسة والقادة فى مصر سر الصعيد وسر خصوصيته خاصة جنوب الصعيد قنا فما فوق لعلموا أن النهضة والبناء الحقيقى للبلد لن تكون إﻻ على أيدى أبناء الجنوب الذين عندهم القدرة على العطاء والصبر والجلد وفى نفس الوقت يرضون بأقل القليل.

ليست هناك تعليقات: