السبت، 14 مارس 2015

نبرأ إلى الله تعالى من الريكى الإسلامى، ونبرأ إليه من إدخال علم الإسناد الشريف فى مثل هذه الهرطقات:

نبرأ إلى الله تعالى من الريكى الإسلامى، ونبرأ إليه من أن يكون لمثل هذه الهرطقات إسناد إسلامى :

1- نحن نبرأ إلى الله تعالى من الريكى، ولا نعرف شيئا عن الريكى الإسلامى فيما نقل إلينا من دين الله تعالى، ونبرأ إلى الله تعالى منه، ولم نتلق شيئا منه عن مشايخنا، ولا علاقة له بالتصوف الإسلامى من قريب أو بعيد.

2- وبعض من استجازنا بالرواية إجازة عامة من أهل الإسكندرية (وافتتح مركزا له بشبرا مصر بالقاهرة) يذكر فى ترجمته أننا من شيوخه بالإجازة وهذا صحيح، ثم ذهب يدعى أنه منشئ للريكى الإسلامى ، وأنه يعطى إسنادا متصلا بالريكى الإسلامى ، وينظم دورات فى "التأمل الصوفى"، وينشر على صفحته إجازات بعض الشيوخ له بالرواية ، وأخشى ما أخشاه أن يحشرنا معه فى إسناد الريكى الإسلامى هذا. أو أن يتوهم الناس أن من أجازوه بالأسانيد المتصلة فى الرواية فى الحديث الشريف يعرفون هذا الريكى وإسناده المتصل فيه.
وإذا كان هذا المستجيز نفسه يقر بـ ((الفرق بين الاسانيد الشرعية وبين أسانيد الريكي وهناك شتان بينهما ولانخلط بين أسانيد الريكي والأسانيد الشرعية))، فمن أأين سيأتى إذن بإسناده المتصل بالريكى الإسلامى هذا.
ولا يعنينا فى هذا المقام إلا إبراء أسانيدنا الإسلامية من هذا الهراء ، ثم شأنه بعد ذلك وأسانيده البوذية والهندوكية.

3- إجازة الرواية لا تقتضى أكثر من إجازة برواية الحديث فقط لا غير، لا هى إجازة بالعلم، ولا بالإفتاء ، ولا بالفقه ، ولا بالتدريس، فقط إجازة بالرواية، على قاعدة أهل الحديث، على ما ننبه عليه دائما، أن الإجازة بالرواية هى بالرواية فحسب (ولم نُجِز حتى يومنا هذا أحدا بأزيد من الإجازة بالرواية ، أو بالذكر بأحد الطرق التى أذن لنا بتلقينها). ومتى خرج أى مجاز - هذا أو غيره - بالإجازة عن المقصود بها، ولم يجر على سنن أهل الشريعة والحديث الشريف والتصوف الإسلامى القويم فإننا نأسف على إجازتنا له، ونعود عنها على مذهب من يرى جواز الرجوع فى الإجازة، ولا نحل له أن يروى عنا، ونحن خصماؤه أمام الله أننا لم ننقل له هذا الذى ابتدعه فى دين الله.

4- وحاصل ما لدينا فى دين الله أنه أمانة تحملناها، وننقلها كما تحملناها ، ونبرأ إلى الله من الزيادة فى دينه. ولا نعرف سوى ذلك.

5-  إذا كان هذا المجاز بخصوصه منشىء ما يدعيه من الريكى الإسلامى له أسانيد بذلك الريكى عن بوذا فهو وشأنه ، ونحن نبرأ إلى الله تعالى منها، أما عن محمد بن عبد الله سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أهل العلم والطريق المتقدمين فلا والله.

أما إذا كان لديه ما يمكن أن يسميه هو أسانيد بوذية وهندوكية فهو وشأنه، ولا يشبه علينا ولا يلبس على الناس بذلك ويدلس عليهم، وينشر على صفحته إجازات الرواية. ويدعى أنه يعطى شهادة "بالريكى الإسلامى بالسند المتصل"، فمن أين يكون إسلامى وبالسند المتصل.

6- وكذلك من أراد أن يتصوف على غير طريقة أهل الإسلام فشأنه وتصوفه ، فهناك صوفية الهنودكية، وصوفية البوذية ، وصوفية الفلاسفة، وصوفية غير ذلك من الملل والنحل، فالتصوف ظاهرة إنسانية محضة، والفارق بين هذا وذلك، أن تصوفنا تصوف على قانون الإسلام، وتصوف غيرنا ليس على قانون الإسلام، كما أن هناك عقائد وعلم كلام فى كل ملة ونحلة، والفارق بينها وبين غيرها أن عقيدتنا مبنية على قانون الإسلام، وعقائد الآخرين مبنية على قانون مللهم ونحلهم.


7- ولهذا نؤكد على ما أكدناه من قبل فى منشور سابق لنا بتاريخ (19 / 1 / 2015 ) أن هذه الموضوع (الريكى والعلاج بالطاقة) مبنى على معتقدات الديانات الهنودكية والبوذية تؤمن بالحلولية (تعتقد أن الله تعالى هو تلك الطاقة المبثوثة فى الكون وأنها تحل فى الإنسان) فى مستوياتها العميقة والعليا ، وأقر بذلك من شاركنا الحديث والحوار حولها ممن لهم خبرة واشتغال بالموضوع.

8- لا ينبغى التدليس ولا التلاعب بالإسناد وإيهام الناس أن هذا الأمر له إسناد إسلامى متصل بعلماء الإسلام أو مشايخ الطريق الصوفى خاصة "الطريق القادرى" الذى ينتسب إليه هذا الأخ المستجيز، وليس لدينا فى ديننا غير الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، الذين سأل عنهم سيدنا جبريلُ سيدنا النبىَّ صلى الله عليه وسلم فى حديثه المشهور، ولا علاقة لمرتبة الإحسان التى تفرع منها علم السلوك والتربية والتصوف بالريكى والطاقة ونحو ذلك.

9- ونؤكد بوضوح تام أنه لا علاقة للتصوف الإسلامى بالريكى والعلاج بالطاقة ، أؤكد ذلك بوضوح وحسم وصراحة كمتخصص أكاديمى فى مجال الفلسفة الإسلامية، ودارس متخصص فى الطرق الصوفية  فى أطروحة الدكتوراة، وكصوفى منتسب للطريقة النقشبندية إرادة وسلوكا، وكذلك  للطريقة الشاذلية والأحمدية على ما جرى عليه أهل الطريق فى اصطلاحهم، ومحب لسائر الطرق الصوفية ، ومطلع على كلام أئمة الطريق الصوفى من شتى المشارب. فلا الدراسة الأكاديمية ولا أهل الطريق يعرفون شيئا من هذا الريكى إلا ما ينسب إلى الديانات الوضعية الهندوكية والبوذية.

10- ولمزيد من الإيضاح والحسم : لا علاقة للطائف الذاكرة عند النقشنبدية بالشكرات عند القائلين بالطاقة.

11- نحن كمسلمين وكصوفية نذكر الله ذكرا خالصا لوجهه تعالى وابتغاء مرضاته، موقنين وكأثر جانبى للذكر - وليس كمقصد أصيل له - أن فى الذكر شفاء للنفس البشرية مما تعانيه .

12- وختاما فلم تقم لدينا شبهات ، والأمور واضحة، ولكن رأينا تلبيسا وتدليسا على االناس، بإيهامهم أن هناك شيئا اسمه "الريكى الإسلامى" وأن له إسنادا متصلا، والحمد لله الأمور عندنا واضحة أن ذلك تلبيس وتدليس ، ولا وجود عندنا فيما هو منقول بين أيدينا من دين الله اعتقادا وشريعة وتصوفا يسمى بالريكى الإسلامى، وليس له إسناد متصل يعرف .



***
مدونة "إلهى أنت مقصودى": http://esamanas10.blogspot.com/2015/03/blog-post_14.html

ليست هناك تعليقات: