الأربعاء، 14 يوليو 2010

إذا اجتمعت أسباب الغرور:

3 شعبان 1431 هـ - 15/7/2010 :

العلم والمنصب والمال والجاه والقوة ، كلها جميعا من أسباب الغرور، وإذا اجتمعت لشخص فقد اجتمعت له أسباب الغرور، حتى لو كان العلم علما شرعيا ، والمنصب منصبا دينيا، فإذا لم يجد من اجتمعت لديه هذه الأسباب من التربية الروحية السلوكية الصوفية ما يقيه شر ما فى تلك الأسباب من غرور وكبر ، فقد أوتى أسباب هلاكه من حيث لا يدرى .
وللأسف فإنه قلما يسعى الإنسان إلى الحصول على التربية الصوفية، وقلما يقتنع أنه بحاجة إليها.
سيظن من أوتى علما أنه لا يحتاج إلى التربية ، وأن العلم كافيه، مع أن التصوف هو معرفة كيفية العمل بالعلم ، فهو أمر بعد العلم.
وسيظن من أوتى منصبا أنه ينبغى أن يبعد عن التصوف، الذى ربما دفعه للزهد فى المنصب، مع كون التربية الصوفية ستجعله أكثر نجاحا فى منصبه، وأكثر تفاعلا مع الناس من حوله، ستمنعه التربية الصوفية من الظلم ، ومن الكبر ، ومن التزاحم على الأمور الدنية ، وستجعله تلك التربية أكثر رفقا بمرؤوسيه ، وأكثر حبا لهم.
وسيظن من أوتى مالا أن آخر شىء يحتاجه للحفاظ على ماله هو التربية الصوفية، التى ستأمره قطعا بالخروج عن ماله، مع أن ذلك ليس بصحيح، بل ماله مع التصوف سيزكو ويكثر ويطهر ، ويكون ماله له فى الدنيا والآخرة وليس عليه ، سيعرف كيف يستعمله فى الخير وينميه فى الخير، وسيعرف كيف يكتسبه من الحلال وينفقه فى الحلال، ويسعد به نفسه ومن حوله سعادة حقيقية.
وكذلك الحال بالنسبة إلى القوة ، وإلى غيره من أسباب الدنيا مما لم نذكره.
ودون تربية روحية صحيحة سيتحول الإنسان مع ما يمتلكه من أسباب الغرور إلى وحش كاسر، وظالم، وكلما ينجو من ذلك.
وما يقال بالنسبة للأفراد يقال كذلك بالنسبة إلى المجتمعات والدول والحضارات، إن الروح المادية المحضة التى امتلكت الكل الآن هى التى تأخذنا بعيدا بعيدا عن حقيقة الإنسان، وتحوله شيئا فشيئا إلى حيوان أو شيطان.

ليست هناك تعليقات: