الاثنين، 12 يوليو 2010

نحن نذبح أوطاننا بأيدينا

1 شعبان 1431 هـ - 13/7/2010 :
- أتانى يمشى على خجل شاب لا أعرفه أثناء قيامى بركن السيارة فى الجراج ، يطلب بأدب جم وحياء بعض عدة الإصلاح لأن سيارته لا تريد أن تشتغل، يبدو من ملامحه أنه قبطى ، لم يكن فى الجراج غيرى ، وكان مضطرا لطلب المساعدة منى ، أعطيته ما طلب عن طيب خاطر وظل يعتذر عن تعطيلى، أغلقت سيارتى ، ورغم أننى كنت منهكا تماما بعد يوم عمل طويل أعقب نوما قصيرا بالأمس ، إلا أننى لم أجد بدا من مساعدته إذ لجأ إلى متذكرا الحديث النبوى الشريف "إن لك فى كل كبد رطبة لأجر"، وسرت خطوات يسيرة إليه وبالفعل وجدت الصليب معلقا فى المراية الداخلية بصالون السيارة، ومع هذا لم أتردد فى مساعدته طالما أنه استعان بى، وحاولت صادقا أن أساعده ، بعد أن فشل فى إدارة السيارة، وقلت له كلنا معرضون لمثل هذه المواقف ، وأحب أن أجد من يساعدنى وقتها، ولهذا لا بد أن أساعدك، وأخيرا استعنا ببعض الشباب من الطريق وقمت معهم بدفع السيارة له حتى دارت بحمد الله ، ولكنى أسفت من تردده وخجله منى، وتعامله بشىء من الحساسية معى ، وكأنه مضطر إلى طلب المساعدة من مسلم (يظهر ذلك من لباسى العربى ولحيتى) ، أسفت فى نفسى بشدة للوضع الذى وصلنا إليه، لم تكن الأوضاع إلى وقت قريب بهذه الطريقة، لم نكن نفكر قط عندما نتعامل مع أحد ما هل هو مسلم أو مسيحى، ولم نكن نتردد فى التعامل معه إذا عرفنا حقيقته، أم الآن فنسأل الله أن يلطف بهذا البلد وأهله، لكن بصدق أنا أجد كل من حولى من المسلمين والمسيحيين ينتقدون هذه الأوضاع ويعيبونها، ويحاولون أن يقفوا ضدها، فماذا يحدث إذن ، ومن المسئول عن تصعيد الأمور ودفعها إلى هذا الاتجاه ؟! لكننا لا نحاول محاولة جدية مواجهة الأمور وإيقاف انهيارها، ولهذا نحن كلنا مسئولون عن تردى الأوضاع بين أفراد الوطن الواحد إلى هذا الحد، نحن نذبح وطننا بأيدينا .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نعم لا بد أن تكون العلاقات بين أبناء الوطن الواحد مبنية على المحبة والسلام والتعاون