7 شعبان 1431 هـ - 19/7/2010:
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب وفى إطار مهرجان القراءة للجميع ومكتبة الأسرة : الأعمال الأدبية الكاملة لأديب روسيا الكبير دوستويفسكى ، ترجمة الدكتور سامى الدروبى.
كنت قد قرأت أشياء يسيرة لهذا الأديب قديما، ولكنى سررت بالحصول على أعماله الكاملة، فالأعمال الكاملة تيسر للمهتم الاطلاع على مجمل أعمال الأديب أو المفكر دون عناء.
زففت إلى بعض أهل العلم هذا الخبر، فوجدت إعراضا منهم عن الكتاب، ووجدت من بعضهم عدم معرفة بأهمية قراءة الأدب عامة، وعدم معرفة بهذا الأديب خاصة.
وفى الحقيقة فإنى أرى أهمية كبيرة لقراءة الأدب المعاصر، ليس فقط على مستوى اللغوى للقارئ ، ولكن الأدب الجاد والمثمر مرآة لمجتمعه، ومن ثم فإن قراءة أدب أمثال نجيب محفوظ مثلا سيساعدك قطعا على فهم الشخصية المصرية، وسيوفر عليك سنوات طويلة من الرصد والمتابعة.
فأمة كبيرة مثل الأمة الروسية ينبغى لأهل العلم المتفتحين أن يقرأوه حتى يعرفوا ماذا يشكل وجدان هذه الأمة.
فالأدب كما أنه مرآة لمجتمعه فإن عنصر أساسى من عناصر تشكيل الوجدان العام لكل أمة، خاصة تلك الأمم القارئة والمثقفة.
إن الله تعالى قد حثنا على التواصل والتعارف مع غيرنا من الشعوب والأمم والقبائل فقال تعالى {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}.
فالإسلام يحث على التعارف ، وأفضل طرقه الآن هو الأدب الجاد والهادف.
إن الحضارة الإسلامية لم تعرف قط الانغلاق أو الانكفاء على الذات أو التوقف عن التواصل مع حضارات الاخرين وثقافاتهم.
سيمكنك من خلال أعمال أديب مثل دوستويفسكى عاش وأصدر أعماله فى أواخر الحقبة القيصرية أن ترى تصور الروس للمسلمين ونبى الإسلام وكرههم للأتراك العثمانيين، ستدرك شيئا من جذور مشكلة الشعوب الإسلامية فى هذه البلاد.
لقراءة الأدب عامة ونتاج كبار الأدباء خاصة فوائد جمة، ويمكن لأهل العلم أن يستغلوا كثيرا من الوقت الذى يكونون فيه مجهدين من الطلب والقراءة العلمية المتخصصة لكى يجموا أنفسهم بقراءة لطيفة ومثمرة فى الآداب العربية والعالمية لكى يكونوا إدراكا أفضل بالعالم من حولهم يساعدهم. وإدراك الواقع جزء من هام من عمل أهل العلم ودون إدراك صحيح للواقع لا يمكن الفتوى بصورة صحيحة.
إلهى أنت مقصودى ورضاك مطلوبى هو شعار نقشبندى ، يلخص الفكر الصوفى لهذه الطريقة العلية السنية، ذلك الشعار الذى ينبغى أن يكون هو شعار الإنسان المسلم دائما فى كل حياته. وهذه المدونة تسجل خواطر وسوانح وأفكار ومذكرات نتجت من محاولة الحياة تحت ظل هذا الشعار، وكل ما فى هذا المدونة وقائع وأحداث حدثت بالفعل، وتحاول هذه المدونة رصدها والوقوف عندها وفقهها ، ومحاولة الاعتبار بها، وأن تبحث عن سنة الله تعالى فيها، وعن حكم الله تعالى الذى كان ينبغى أن يتبع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق