الاثنين، 12 يوليو 2010

نحو إعلان جديد لحقوق الإنسان

1 شعبان 1431 هـ - 13/7/2010 :
- يبدو أننا بحاجة إلى إعلان جديد لحقوق الإنسان ، يراعى التوازن بين الفرد والمجتمع والدولة والعادات والتقاليد والحضارات المتنوعة.
الإعلان الحالى به عيوب خطيرة جدا، ولا يحقق التوازن الإنسانى المنشود.
لفترة ليست بالقصيرة كنت معنيا بأخبار الإقليات فى العالم الإسلامى ، كالأقليات الشيعية فى البلاد السنية ، والأقليات السنية فى البلاد الشيعية. والقلاقل والاضطرابات الاجتماعية الناتجة عن عدم أخذ هذه الأقليات حقوقها. وقد كتبت فى بعض أطراف هذا الموضوع مقال (تناقضات حقوق الإنسان وضرورات الأمن القومى).
لكن ما هى حقوق الأقليات ؟ وهل يمكن تطبيق إعلان حقوق الإنسان تطبيقيا حقيقيا فى هذا الشأن دون أن يؤدى إلى خراب ومشاكل أوسع وأشمل للبلدان محل التطبيق ؟
هل يمكن للسعودية أن تعطى للأقلية الشيعية حقوقها مطلقا بما فيه حق تقرير المصير، وهى تنتشر فى مناطق النفط إنتاجا واحتياطيا .
وكذلك الوضع فى إيران ، هل يمكن لإيران أن تعطى للأقلية السنية حقوقها مطلقا، خاصة عرب الأحواز (الأهواز – عربستان) ، والتى كانت إمارة عربية مستقلة تماما حتى تواطأ الاستعمار الإنجليزى مع حكام فارس وغدروا بأمير الأهواز العربى وتركوا فارس تحتل إمارة الأهواز وإلى اليوم، والتى تنتج مناطقهم 80 % من نفط إيران ، وتحتوى على أكبر احتياطى نفطى بعد السعودية. (راجع رابط مهمة فى هذا الشأن فى صفحة التالية: ناصروا أهل السنة فى إيران)
إنها من المفارقات أن يكون الوضع هكذا فى السعودية الدولة السنية ، وفى إيران الدولة الشيعية ، أن أهم مناطق النفط فى كلاهما هى مناطق أقليات. إذن لا يمكن سياسيا ولا اقتصاديا ولا قوميا أن تستقل هذه المناطق أو تنال حقوقها كاملة. ستضطر الأنظمة الحاكمة للتضحية بحقوق تلك الأقليات حفاظا على الموارد الاقتصادية والأمن القومى للبلد ككل ، سيبدو الأمر هكذا، ولا عزاء للأقليات.
ولكن هل تظل القلاقل فيها إلى ما لا نهاية ؟
نحن بحاجة إلى صياغة جديدة لحقوق الإنسان ، إعلان حقيقى ومتوازن صالح للتطبيق، دون أن يخل بالتوازنات المجتمعية والإقليمية والقومية للبلدان، وبما يحقق أيضا مصالح الأقليات وحقها فى العيش حياة كريمة وحرة.
إعلان حقيقى يوازن بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع وحقوق الدولة ، ويحل التناقضات التى بينها فى توازن وتكامل وتناغم، بحيث يتحقق الاستقرار.
لا يمكن فى ظل إعلان حقوق يدعم الفردية والأنانية والشخصانية على حساب المجتمع والدولة ، إعلان يغفل أو يتغافل عن الخصائص والمميزات للحضارات والثقافات الإنسانية المختلفة ، ويريد أن يحمل الحضارات كلها على مفاهيم حضارة واحدة ، لا يمكن لمثل هذا الإعلان أن يحقق الاستقرار والسلام فى العالم.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

نحن فعلا بحاجة إلى إعلان ينصف الشعوب المظلومة، ولا يكون أداة فى يد القوى الكبرى فحسب